يقولون التعود على شيء يفقد الشعور بوجوده.!
يقولون التعود على شيء يفقد الشعور بوجوده.!
إلا أنّ هذا القول لا ينطبق على زيارة الأربعين جملة وتفصيلاً، فاعتياد الزائرين لم يفقدهم لذة وحلاوة الوصول الى كعبة العشاق، واعتياد الخدم في المواكب والحسينيات لم يفقدهم حلاوة اللقاء ومرارة الفراق.
ففي كل عام يصطف عشاق الحسين عليه السلام لرسم أبهى وأنقى صورة للعشق الحسيني حتى يشعروك بأنهم بقايا من معسكر الحسين لشدة تفانيهم في الخدمة الحسينية.
يبدو أنهم رأوا الحسين في أعماقهم لتتجسد أفعالهم على هذا النسق من الجمال، تركوا دنياهم المليئة بكل شيء تقريباً وذهبوا ليترجموا حبهم وشغفهم بالحسين حتى كأن الآية القرآنية {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} نظرت إليهم بعين الغيب فانطبقت عليهم تماماً.
يدفعهم شغفهم بحبيبهم الحسين لأفعال لا يمكن أن تخطر على بال بشر، ولم يوفق شعب في الدنيا بأسرها لما وفق له شعب الحسين زائرين وخدما.
فما قدموه خلال هذه الأيام والسنوات الماضية فوق العقل ودون الخيال، لا يمكنك أن تصدق كل ما تسمع به إلا أن تراه ولا أن تصدق بما ترى إلا أن تؤمن به، فإن آمنت رأيت.
هكذا كل عام يجدد الحسين عهداً بحماية دين جده المصطفى صلى الله عليه وآله ويجدد أتباعه عهداً بمواصلة مسيرة العشق الحسيني.
أرغب بكتابة المزيد… ولكن قليل الأربعين كثير وكثيرها لا يُحيط به خبير
فإلى عام قادم إن شاء الله يا أحلى أيام العمر
من الحسن الى الحسين
كاظم الخرسان
- سيعجبك أيضاً