هَل أتاك حَديثُ المُكَرَّمين …؟
هَل أتاك حَديثُ المُكَرَّمين …؟
عظيم أنت يا أبا محمد الحسن أيها #المجتبى يا ابن رسول الله، فسنواتك الخمس التي عشتها في العراق كانت كفيلة بأن تجعل من العراقيين سادة الكرم في المعمورة، فالأرض التي لامست أقدام أطهر المخلوقات وأشرفهم وأكرمهم كفيلة بأن تجعل هذا الشعب يسجّل حضارة جديدة له باسم (#حضارة_الكرم).
لقد سجّل خدمة الإمام الحسين -عليه السلام- في سجل التأريخ صفحات وصفحات من بطولة وشهامة وشجاعة وكرم وضيافة وكل ما تختزنه قواميس اللغة العربية من كرم وفخار، تراهم عندما يقبل الزحف إليهم يعملون قياماً وقعوداً ويتفانون فيما يقدمون، وما أن تنقضي أيام خدمتهم نادى أصحابُ المواكب أصحابَ الزحف أن أفيضوا علينا من المكث أو مما حباكم الحسين قالوا إن الله سيجمعنا بعد حين وان موعدنا #الأربعين.
ألا بوركت تلك الأيادي التي مدت للعطاء طويلا، وثبتت تلك الأقدام التي وقفت للخدمة زمناً مديداً، وتقدّست تلك الأرواح التي ما فتئت تنطق باسم سيدها وزائريه حتى يلقوه، ترى كيف سيكونون حينما يلقون سيدهم في القبر أو في المحشر؟ لا أخالهم إلا أنهم سوف يقيمون المواكب في قبورهم ويهدون ما يصل إليهم من أحيائهم على حب الحسين، لأن حالهم ليس حال المتحابين ولا المجانين، ولكنه أمر بين أمرين جنون وحب وهل الدين إلا الحب.
يبدو أن خدمة الإمام الحسين -عليه السلام- قد وجدوا أخيرا #عشبة_الخلد التي أفنى گلگامش عمره بحثا عنها، وجدوها في حبات الرمال التي يطؤها الزائرون بأقدامهم، فخلدوا وخلدت أسماءهم.
من الحسن إلى الحسين
كاظم الخرسان
- التالي
- سيعجبك أيضاً