ابنُ السماء وطائرُ الحرية
لم تكن غير هذه النهاية تروق لك! ولم تكن تُحسن الخروج من الدنيا إلا مواسياً لحبيبك الحسين عليه السلام، فأنت لم تأتِ بهدوء لتخرج بصمت.
ولم أعهدك تطفو على حافة الغياب، بل صوتاً يشق جدار الموت منادياً هيهات منا الذلة.
كنت أرى أحلامك ترتقي إلى الغيم لتمطرها حياةً تنزل على صدور الحقول لتروي ظمأ الأرواح.
يبدو أن هذا العالم لم يعد يسع طموحاتك الكبيرة فرحلت، أو كأن السماء احتضنتك لأنك ابنها، أو إجتذبك الفضاء لكونك طائراً حراً لا يعرف السجن في قوقعة التخاذل.
لا أدري… ربما كلها أنت.
أتدري… إن الشمس لم تكن تشرق على جبينك وكانت تكتفي بنثر أشعتها على كفيك وكأنها تريد القول إنك ستضئ طريقاً طويلاً ستمضي فيه حتى تلقاك هي في نهايته.
هل تعلم أني لم أبكك…! نعم فالدموع قليلة والمصاب كبير، بل سأزرع ذكراك في حقول الضوء تحرسها أرواح الشهداء وفي كل يوم أسقيها بصوتك لأتذكرك يا روحاً لا تموت.
ستبقى ملامح وجهك تُنبئنا عن أحلامٍ لم تكتمل، وكل قطرة سالت منك ستفيض في صحاري صدورنا أنهراً لتنبت زهرة الحرية من بين الصخور.
اذهب فقد تركت وراءك سماءً أوسع من الحب وأرضاً لا تعرف الخنوع، لقد حفرت اسمك في ذاكرة الزمن فخلدت يا سيد حسن…

5 + 9 =