في عمق الزمن، ومن زوايا مكتبته القديمة، تنبعث رائحة الورق المعتّق متشبثة بذكريات زمن قد مضى، يجلس السيد محمد مهدي الخرسان (رحمه الله) وفي وجهه لوحة التجاعيد التي رسمتها ريشة الزمن بحبر السنين، كل خطٍ وإنحناءة في وجهه تترجم قصة كفاح او صلاة طويلة او تبتلات دائمة، وفي بريق عينيه أملٌ متشبثٌ بجذور عقيدته.
الكتب من حوله ليست أوراقا نائمة بل أفكارا حية شاهدة على جهده وجهاده وبلائه وابتلائه.
يداه المرتفعتان تحملان رجاءً يتسلل بإيمان كبير ونظراته تحكي مناجاته التي لاتُسمع.
الأثاث من حوله مثله، هادئ وبسيط ولكنه حي يروي حكاية الزهد ويترجم البساطة التي تُرى بالعين والقلب، حياة اختارها ولم تفرض عليه.
روحٌ تمسّكت بالدين والعلم فبقيت وكان الزمن بطيئاً، وسط عالم يركض القهقرى مسرعاً نحو المجهول.
الى روحك النعيم يا نسمة الصباح وانشودة الضحى ودفء الظهيرة وسكن الليل
جدي … أحبك … كاظم
- التالي
- سيعجبك أيضاً