لعل من نافلة القول أن حوزة النجف الأشرف لم تشهد مرجعية علمية عملية مضطهدة كما شهدتها مرجعية أستاذ الأساتذة السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره خلال ألف عام, فهو إضافة حقيقية في التاريخ الانساني بصورة عامة وفي التاريخ الإسلامي الشيعي بصورة خاصة, ولأن الأمم تُقاس بعلمائها رأيت من الواجب ذكر أهم ما تميّز به السيد الخوئي قدس سره في يوم مولده في النصف من شهر رجب الأصب 1317 للهجرة.
- قَدِم الى النجف الأشرف وله من العمر 13 سنة وتدرّج بالدراسة العلمية حتى حصل على رتبة الاجتهاد ولم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره.
- درّس البحث الخارج فقهاً واصولاً لمدة تزيد على الستين سنة, في ظاهرة ربما تُعد الأكثر ندرة في العالم.
- تخرّج على يديه المئات من المراجع والعلماء والمفكرين والكُتّاب والباحثين.
- ألّف العديد من الكتب الفقهية والاصولية والرجالية والتفسير.
- نظرياته في الفقه والاصول ماتزال مدار البحث والتحقيق في الحوزات العلمية.
- أسّس العشرات من المراكز والمؤسسات والمكتبات والمساجد بالإضافة الى المستوصفات ودور الايتام والمؤسسات الخيرية في مشارق الارض ومغاربها.
- حافظ على استقلالية حوزة النجف الاشرف وديمومتها رغم كل المخاطر المحيطة به.
وفي وسط هذه الأعمال العلمية العملية الكبيرة كان يعيش في أسوأ فترات العراق من تسلّط حزب البعث الجائر على السلطة حيث سعى الحزب الحاكم الى أخذ اعتراف وتأييد من السيد الخوئي قدس سره على ما يقوم به من اعمال تخريبية تضر بالبلاد والعباد ولمّا يئس من ذلك انتقل الى التضييق عليه بطرق وأساليب مختلفة فهجّر العديد من طلبته واعتقل وقتل غيرهم, رغم هذا كله كان كالطود الشامخ لا تحركه العواصف بقي محافظا على الأمانة العلمية حتى وافاه الأجل في الثامن من شهر صفر الخير سنة 1413 للهجرة.
إن ما ذكرته باقتضاب شديد هو غيض من فيض وقطرة من بحر وقليل بحقه وما ذاك إلا لأن قليله لم يحصه التفصيل.
كاظم الخرسان
- سيعجبك أيضاً