يا شهر المحرم
ليست أياماُ تلك التي قضيناها في إنتظارك، فقد مرّت كلُ ساعة وكأنها دهراٌ من الصبر، قضيناها ما بين عيون جافة واصوات خاملة وقلوب لم تخفق الا فيك.
ليلك نهارنا ونهارك ميداننا وميادينك مرابع قلوبنا التي تسير فتتبعها اقدامنا نحمل دموع ابن شبيب بين أيدينا ننتظرك في عين كل هلال وأمامنا قربان إبراهيم عليه السلام ننتظر رؤياك لنفعل ما نؤمر، تُرى هل يسلّمك الله لنا بعد أن تسلّمك منا، هل تعود لتبحث الدروب عن سواد شهرك في ملابسنا، ليرتوي الفرات من مآقينا، وتُشرق الشمس من أعالي منابرنا ويضيء القمر من أيادينا البيضاء من غير سوء.
هذا حالنا في غيابك يا شهر المحرم
حتى يفيح شذاك من جديد فتهبط الينا من سناء السماء فنرى فيك طيف عباءة وبكاء براءة وخسوف القمر وكسوف الشمس.
فنكون طوفانا في الطفوف حين تزئر السيوف بدمائها وتتكلم الصدور بحمرتها وتقبض الحناجر على أنفاسها صارخة لبيك يا حسين.