#زيارة_الأربعين
عشت أيام الخدمة أحلى أيام عمري وأجمل ساعات حياتي اتنفس هواء الزائرين الذين يملؤون الأرض راجلين ويغطون السماء مسبحين.
كنت أبصرُ طريقي بضياء وجوههم واستلهم من خطاهم معاني الحياة.
تعلمت منهم الكثير الذي لو وددت حصره لاحتجت الى كتب وكتيبات فهم مدرسة في الولاء واساتذة في التعليم هم أشخاص البطولة وشواخص التضحية تسير الكلمات في دروبهم ولا تنتهي، تسابق اقدامهم دقات قلوبهم المشتعلة بنار الاشتياق يزحفون لكربلاء حيث الامام الحسين عليه السلام ليجددوا به عهدا على مواصلة طريق الحقيقة.
ولعل من اسعد اللحظات التي مرّت عليّ هي وقوفي بين يدي خدمة الامام الحسين عليه السلام في المواكب والحسينيات المنتشرة في طريق يا حسين بين النجف وكربلاء وتحديدا في موكب خدمة الطفل الرضيع عليه السلام فالخدم في هذا الموكب وسائر المواكب يتنافسون حباً ويتسابقون مودة يحكون بلا شفاه وينطقون بلا ألسن تراهم لا يملون من العمل ولا يسأمون من الكلل ينام السهر في أعينهم ويتوضأ الصبح بمآقيهم وتسجد الشمس على ظهورهم.
طريق الخدمة لا يمكن أن يُختصر بكلمات مهما كبر وعائها وانما هو مجموعة معانٍ يستشعرها الخادم والزائر وقد يفهمها الناظر.
فإلى عام قادم إن شاء الله سأبقى منتظركِ يا أيام الأربعين، سأبقى أعد كل صباح واحسب كل مساء وصولاً اليكِ.
سأنتظركِ … فإن عدتِ ولم تجديني إشهدي لي عند الامام الحسين عليه السلام بأن عبداً من عبيده عاش منتظراً أيامه فوافته المنيه.
#كاظم_الخرسان